نالت الخادمة جيم كيو روبرتسون شهادة الدكتوراه من جامعة هارفارد بأمريكا، وتعد هذه الجامعة من أميز وأشهر الجامعات في العالم, واستطاعت هذه الفتاة تتويج كفاحها الطويل بنيل هذه الشهادة، ولقد استطاعت بإرادتها القوية استصحاب ابنتها التي صاحبتها في مسيرتها الحياتية لتصبح في مكانه مرموقة في الحياة الأمريكية.
نكشف جزءا من حياة الدكتورة جيم، من خلال هذه المقابلة التي أجراها معها الصحفي توم توكر مراسل موقع سنترال كوم الذي بدأ حواره بهذه الكلمات: يشرفني أن يكون في معيتي امرأة عظيمة، استطاعت تحطيم كل الحواجز لتصل لأهدافها التي رسمتها لنفسها.
توم :- حدثينا عن نفسك يا دكتورة جيم؟
جيم: أنا شابة من أسرة كورية فقيرة، ولكنني كنت طموحة استطعت الهجرة لأمريكا، على الرغم من عدم معرفتي باللغة الإنجليزية وكافحت حتى نلت درجة الدكتوراه من أشهر الجامعات بالعالم "جامعة هارفارد".
توم: ما أشهر مؤلفاتك التي قمت بتأليفها؟
جيم: أشهر مؤلفاتي كتاب "أود أن أكون برهانا للأمل"، وهو حاليا يعتبر أكثر الكتب انتشارا في كل من كوريا واليابان.
توم: مرحبا بك وإننا لفخورين بلقائك.
جيم: أشكركم على دعوتكم الكريمة.
توم: أود منك أن تحكي لنا قصتك من البداية بكل تفاصيله؟
جيم: ولدت في عائلة فقيرة، وعملت في مصنع يصنع أدوات المطابخ والمطاعم, ولكنني كنت أحمل خصلة أعتز بها، وهي خصلة "التحدي" , إنني أتطلع وأطمح لمستقبل زاهر.
وفي الفترة المسائية كنت أعمل لدى عائلة أميركية كخادمة, وفي إحدى الصحف قرأت إعلانا لشركة تطلب خادمة في أمريكا. طلبت من أحد أخوتي أن يقدم لي لهذه الوظيفة, وهمست لنفسي بأن هذه هي فرصة حياتي الكبرى, ولكن ثمة هواجس انتابتني تخوفت منها كثيرا, بأمريكا ثمة عصابات تبيع الفتيات في الشوارع ليمارسن الدعارة, وإذا حدث لي مثل هذا فسوف أقتل نفسي.
توم: أحكي لنا قصتك حين دخولك لأمريكا؟
جيم: لقد صبرت لمدة عامين حتى أستطيع الدخول لأمريكا، وهذا راجع لصعوبة الإجراءات, قابلني رجل كوري بالمطار وأخذني لفندق من الدرجة الأولى، وعندها أدركت إنني سوف أباع في شوارع نيويورك لمن يدفع أكثر, فأحسست بالخوف والحزن بفراق بلدي كوريا.
وأخيرا أدركت أن كفيلي كان شركة تعمل في استقدام الخدم لتقدمهم للأسر الطالبة للخدم, وبسبب تأخر مقدمي لأمريكا، وجدت تلك العائلة التي طلبتني من الشركة خادمة أخرى, وهكذا فقد أخبرتني الشركة بأنه يمكنني العمل في أي مكان أريد, فتقدمت لمطعم لأعمل كنادلة به، وقد نجحت في ذلك العمل نظرا لأنه لا يحتاج لإجادة اللغة الإنجليزية كثيرا.
ونظرا لأن المطعم يعمل في فترة المساء فقط، فقد سنحت لي الفرصة لأن أتقدم لدراسة الإنجليزية بإحدى المعاهد القريبة من سكني , وكنت في قرارة نفسي أدرك أنني لم آت لأمريكا لأعمل كنادلة طوال عمري.
تزوجت من شاب كوري كان بطلا في مجال رياضة الكراتيه, ولكنني بعد إنجابي منه طفلة أدركت إنني كنت مخطئة، حيث اكتشفت إنه رجل لعوب. فانفصلت عنه محتفظة بكرامتي ولم أخدش حياؤه بأي كلمات قبيحة.
توم: إنني جد آسف, ما ألطف قصتك!! تمتازين بشخصية قوية, سرعان ما اتخذت قرارك بتكملة دراستك فسنحت لك فرصة القبول لتحضير الدكتوراه بجامعة هارفارد, احكي لنا مشاعرك وأحاسيسك تجاه هذا الموضوع؟
جيم: لقد أمضيت قرابة الخمسة عشر عاما حتى أنهيت رسالة الدكتوراه, ونلتها من قسم الآداب والعلوم بجامعة هارفارد
رسبت في العام الأول، ولكنني سرعان ما استجمعت قوتي، ونلت درجة الدكتوراه بدرجة الشرف وكنت الأولى على قرابة 32 شخصا.
وابنتي سلكت الطريق نفسه الذي سلكته "طريق العلم" حيث تعلمت اللغة اليابانية والكورية بجانب الإنجليزية، وهي حاليا تدرس بجامعة برنستون وتحضر لنيل درجة الماجستير, وهي تطمح بأن تكون ممثلة لأمريكا باليابان في وظيفة العلاقات الخارجية بالسفارة الأمريكية باليابان أو كوريا.
وأود ختم حديثي بأن أخبرك بالمصدر الذي استقيت منه هذه القوة الخارقة، علي اجتياز الصعوبات والمشكلات التي واجهتني "التحدي" , حيث كانت والدتي تمارس التفرقة العنصرية تجاهنا كبنات، وتفضل إخواننا الصبيان علينا, بجانب التفرقة العنصرية التي عانيت منها بأمريكا هي التي كانت تدعمني وتشد من أزري حتى أتفوق وأنجح في أي مهمة عملت بها في حياتي, وهذا التحدي هو الذي دفعني لبلوغ هذا المقام الذي أفخر به حاليا،.
همسة
بناتنا الحبيبات انظرن إلى نعم الله عليكن إذ ولدتن من أسر ميسورة الحال، وأمامكن أبواب العلم مفتوحة.
بينما أغُلقت أمام الكثيرات من اللواتي يعانين الفقر وشظف العيش، ومع ذلك فمنهن من تناضل وتسعى بكل ما أوتيت من قوة لفتح هذه الأبواب؛ حتى تلج إلى طريق العلم حيث النجاح والتفوق والتميز.
فإلى كل فتاة يانعة يافعة اسلكي طريق العلم، ففيه مستقبلك وغدك الجميل بإذن الله.